هدايـة السائل النجيب إلى سر الحساب العجيب
آذار (مارس) 2002
يرمي النص إلى تفنيد وانتقاد مشروع قانون (جرى إقراره منذ ذلك الحين) ينشئ حسابا مستقلا عن الخزينة يخصص بموجبه عوائد التخصيص، والفائض الأولي المرتقب في الموازنة، والمساعدات الخارجية، وأثمان مبيع إيرادات عامة مستقبلية (تحت تسمية التسنيد المضللة)، حصريا لخدمة الدين العام. لا يختلف هذا الامتياز في الجوهر عن صيغ صناديق الدين التي فرضتها الدول الاستعمارية على الدولة العثمانية أو على مصر أو على الصين في القرن التاسع عشر إلا أن العمل يبدو طوعيا في لبنان! فمشروع القانون ينشئ عدم مساواة أساسيا بين مسؤوليات الدولة وأعبائها لصالح الدائنين ويلغي أي هامش لحركية الدولة.
وفر هذا النقد أساسا لسؤال خطي ولطلب إبطال للقانون أمام المجلس الدستوري قدمهما عدد من النواب ورفضا كما كان متوقعا.
وما زال هذا القانون قائما وإنما دون أن يطبق في الواقع بسبب التناقضات التي يحفل بها.