“إدارة الدين العام في لبنان في ظل أزمة مالية عالمية”
تضع المحاضرة الدين العام اللبناني في مقارنة مع المديونية الخاصة الأمريكية، وهي التي طالما امتدحت إدارتها ووصفت بأنها استثنائية، وهي تتحرك بين تأجيل متكرر للمصاعب وتراكم مستمر للأعباء، لكنها تضعه أيضا في مقارنة مع سيل العنف العارم الذي أطلقته إسرائيل على غزة للتأكيد على تعطيل كل صيغة حل تقوم على مبدأ الدولتين، بعد أن طال التركيز على هذه الصيغ، من مؤتمر إلى مؤتمر، دون أن يتجرأ من بيدهم القرار على حسم خياراتهم فيما خص المسائل الفعلية المطروحة منذ اللحظة الأولى.
وهذا يؤدي إلى إعادة النظر في الدين بوصفه نتيجة لنمط عام في إدارة القلق والمخاطر.
إمكانيات معالحة الدين العام في لبنان تعززها اليوم ظروف مؤاتية نجمت عن تأخر تأثر الوضع اللبناني بالأوضاع العالمية، لكن المعالجة تبقى رهنا بخيار اللبنانيين حول نمط الدولة الذي يرغبون والذي يعتقدون أنهم قادرون على إرسائه.